الْوَعْدُ بِالْقَوْلِ عَمَلاً لُغَوِيًّا فِي الوَسْمِ النَّحْوِيِّ بَدِيلاً عَنِ الْفِعْلِ الإِنْشَائِيِّ د. الصحبي هدوي

الملخص

نبتغي في هذا البحث اختبار قدرة الوسم النّحوي للقوى المضمّنة  في القول  Illocutionary Forces على تجاوز الإشكالات الّتي اعترضت أوستين Austin وهو يعالج عائلة الوعديات Promessive ويحاول تمييزها عن سائر عائلات الأفعال الإنشائيّة Performative Verbs الخمس، فيصطدم بصعوبة ذلك التمييز لفرط التّداخل بين الوعديات وأفعال إنشائيّة أخرى. ونحاول حينئذ الكشف عن وجوه للتكامل بين التداولي والنّحوي في معالجة قضايا الإنشاء القولي لأعمال توسم بأنّها قوليّة بالأساس كما تقدّم.

            وتأكيدا لوجوه من التكامل المعرفي بين قديم متأصّل في الدّرس اللّغوي العربي القديم وجديد مستحدث في اللّسانيات والتّداوليّة، نذهب بالبحث في الوعد بالقول نحو ربط الصّلة بين الوسم النّحوي للفعل الإنشائي كما نظّر له أوستين، وتعليلاته البلاغيّة باعتبار المعنى البلاغي معنى مقاميّا تداوليّا، ليسعفنا هذا الربط بالبحث في قدرة النّظام النّحوي على التنبؤ بالمقامات الّتي يوسم بها كلّ معنى بلاغيّ تداولي، فنعمّق البحث بنظر في وجوه أخرى للتّكامل المعرفي هي ههنا بين النّحو والبلاغة مرّة وبين البلاغة والتّداوليّة أخرى.