أسلمة المعرفة بين التأييد والتفنيد
الملخص
مشروع إسلامية المعرفة قضية من القضايا الرئيسية للبحث الأكاديمي ،نسب في غالبه للمعهد العالمي للفكر الاسلامي ،ويقصد به المشروع الاصلاحي الذي يهدف إلى بعث الأمة الاسلامية فكريا و علميا، والنهوض بها في شتى المجالات ،ويعالج كل القضايا الانسانية ويحل مشكلاتها ،وبذلك يرى مؤيدوه استبعاد النزاع بين المعارف المنتقاة من الوحي ،والمعارف المستقاة من الوجود ،كما يبتعد عن تلك الثنائيات المتصارعة حول أفضلية معرفة عن أخرى ،وفك الرباط بين الانجاز العلمي الحضاري البشري ،والإحالات الفلسفية الوضعية بأشكالها المختلفة ،وإعادة توظيف هذه العلوم ضمن نظام منهجي ومعرفي إلهي قائم على الوحي وغير وضعي ،وهذا الطرح لم يخلو من النقد إذ قدم عدد من المفكرين والأكاديميين رؤى نقدية بينت أوجه القصور فيه كونه يعرقل نشاط الفكر الخلاق بقدر ما يحول دون تطوير العلوم والمعارف ،أو دون تجديد المفاهيم والمناهج ،ذلك أن الصفة الاسلامية لا تشير هنا إلى مجرد اطار لحصر الموضوع ،وإنما تغلب عليها الاعتبارات الإيديولوجية ،فلا يعقل أن تدعو إلى أسلمة المعرفة ، فيما الغربيون يؤلفون حول نماذج المعرفة وأنظمتها ،والقول بأسلمة هو تراجع عن عالميتها ،والتي مارسها العلماء والفلاسفة المسلمون ،سواء بتطوير العلوم التي نقلوها عن الأوائل أو بافتتاح فروع وحقول جديدة
الحقوق الفكرية (c) 2020 مجلة العلوم الاجتماعية
هذا العمل مرخص حسب الرخصة Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.