الرأي العام الالكتروني في ظل الاعلام الجديد: صحافة المواطن نموذجا

الملخص

إنّ من عوامل تجذير مفهوم صحافة المواطن في الأوساط الاجتماعيّة، هو اعتبارها مجالا تتجسّد فيه الحقائق التي لا يجرأ الإعلام التقليدي على عرضها وطرحها، ولقد أربك هذا الاعتبار سياسات التحرير والبرامج، وترتيب الأولويّات على مستوى الإعلام التقليدي، التلفزيوني على وجه خاصّ، إذ برز اهتمام ملحوظ خلال السنوات الأخيرة بمشاغل المجتمع، اهتمام يترجمه توجّه جديد في عقلنة العمل الإعلامي، وإذا نظرنا لطبيعة الإرباك كما يحدث اليوم في العديد من المجتمعات اللبيراليّة والمحافظة، ندرك مدى عمق النشاط التواصلي لصحافة المواطن وأثره في توجيه الرّأي العام وبنائه على نحو يجعل من هذه "الصحافة" سلطة تهدّد السّلطة التقليديّة للإعلام الرّسمي. أمّا إذا نظرنا إلى طبيعة التعايش بين الصّنفين، فإنّنا نجدها تختلف باختلاف الأنظمة السياسيّة والثقافيّة. وفي هذه الدراسة سنحاول معرفة ما إذا كانت صحافة المواطن قد استطاعت أن تطرح القضايا التي أُقصيت من دوائر اهتمام الإعلام الرّسمي وأن الفرد أو المواطن لم يعد لديه حاجز الصمت ولا يخشى الوقوع في دوامته لِـمَا توفّره تكنولوجيات الاتصال الحديثة من حرية للتعبير والتدوين والنشر. ومنه فإن السؤال الرئيسي المطروح هو: إلى أي مدى استطاعت صحافة المواطن تخطي حاجز دوامة الصمت وتحرير الرأي العام؟