القيم في مجال التربية و التعليم
الملخص
فيما لاشك فيه أن للقيم دوراً مهماً في تكوين شخصية الفرد تكويناً فعالاً في نضجها وبلورتها في مواقف حياتية مختلفة، إن وظيفة المدرسة خطيرة يميزها موضوعها الذي هو الإنسان الذي تحضنه في أكثر مراحل حياته أهمية، والمدرسة تميزها أدواتها ووسائلها، وهي المعارف والقيم، وأهدافها التي هي تكوين الإنسان الصالح المصلح الذي يحمل المعارف والقيم والمبادئ، ومن ثم فإن الرهان قائم على المؤسسة التربوية في بلوغ ذلك الهدف، إلا أن تنمية القيم في المدرسة اليوم، يطرح إشكالات عدة، سواء على مستوى علاقة القيم بالممارسة، أو على مستوى مقاربتها البيداغوجية والمنهجية، وتكريسها في الحياة المدرسية، يتمثل هذا الإشكال من حيث الممارسة، كيفية تحقيق المدرسة لوظيفتها التربوية في التنشئة الاجتماعية، عبر أساليب إيصال المناهج والبرامج الدراسية والتكوينية بكل مكوناتها الإنسانية والاجتماعية والنفسية. ومن المؤسسات التربوية المهتمة بهذه الممارسة (إكتساب القيم) هي المدرسة أو قلعة المجتمع الحصينة التي تحافظ على وجوده وبقاءه،وذلك من خلال مناهجها التربوية الدراسية المختلفة،فالمتعلم يكتسب مرجعيةً تحدد مساراته السلوكية المختلفة في المواقف المختلفة بحسب القيم التي يتبناها في حياته الخاصة والعامة،فالقيم التربوية هي التي تحدد الإيديولوجية العامة للمجتمع أو ماتسمى بالسياسة التربوية العامة للدولة، وهي ما تولد منظومةً قيمية تربوية تزرعها في أفرادها المتعلمين.