المقاربة السيميائية للرسالة الإعلامية واستكشاف القيمة

  • هشام عكوباش جامعة سطيف2 (الجزائر)
الكلمات المفتاحية: المقاربة السيميائية, القيمة, الرسالة الاعلامية

الملخص

تكاد البحوث السيميائية تغيب عن الأدبيات الإعلامية في المنطقة العربية, ومن مبررات ذلك هيمنة بعض النماذج المعرفية التي وُلدت في كنف علم الاجتماع وعلم النفس, فحّددت منذ البداية معالم وأطر البحث الإعلامي وكيفيات معالجة إشكالياته. ويعد النموذج الوضعي السلوكي إحدى أهم وأبرز هذه النماذج. وقد تجسد ذلك فيما عرف فيما بعد ببحوث تأثير وسائل الإعلام , وكذلك دراسات الجمهور التي تعتمد أساسا على جمع بياناتها من الميدان( البحوث الكمية), ورغم محاولات القطيعة مع من خلال جهود الدراسات النقدية والثقافية ودراسات التلقي مع الأطر التقليدية لبحوث الإعلام التي ورثتها في مرحلة النشأة, إلا أنها لم تتمكن من التحرر كلية من هذه الأنماط البحثية. كما أن البحوث التي اهتمت بالرسالة الإعلامية طغت عليها الرؤية البرلسونية فيما يتعلق بالأدوات الإجرائية لتحليل مضامينها, فارتكزت على التكميم, وتفتيت النصوص الإعلامية وحساب تكرار الكلمات على أكثر تقدير. متجاهلة المنهجية الكيفية وأدواتها الإجرائية, وقدرتها على تحليل الرسائل لاستظهار لخلفياها وسياقاتها المختلفة والقوى الفاعلة فيها وكيفيات انتاج المعاني واشتغالها. ويندرج ذلك ضمن ما يسمى بدراسات تحليل الخطاب الإعلامي وكذا الدراسات السيميائية للمضامين الإعلامية. إن التحولات التي نلحظها اليوم على مستوى المشهد الإعلامي عموما, وما أفرزته من ظواهر إعلامية جديدة لاجديرة بالاهتمام ومن أمثلتها: طغيان الصورة التلفزيونية التي نتجت عن اتساع وانتشار حجم البث الفضائي المباشر , وكذلك الشبكة العالمية للمعلومات, وارتفاع استهلاك الرسائل السمعية المرئية على حساب الرسائل المقروءة, كذلك بروز الإعلام الجديد بتطبيقاته وممارساته كنتيجة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال. ومنه فإن قراءة هذه المضامين ومدراستها يحتاج إلى رؤية جديدة للكشف عن حمولاتها وأحزمتها الاجتماعية والثقافية, ونحسب أن المقاربة السيميائية تطرح نفسها كمشروع بحثي يستطيع تغطية بعض المساحات التي أغفلتها أو وقفت الرؤى السابقة عاجزة أمامها, وخصوصا فيما تعلق بالتعبيرات غير اللفظية في الصور الإعلامية الثابتة والمتحركة المنتشرة في وسائل الإعلام؛ فالسيمياء من هذا الجانب تسعى إلى تفكيك الرموز والإيقونات من أجل تبيان القيم الكامنة في المنتجات الإعلامية , وهوما نروم إلى تبيانه من خلال هذه الورقة البحثية ولأجل ذلك : كانت لنا وقفة مع راهن الدراسات والبحوث الإعلامية, أبرزنا من خلالها حدود البحث في علوم الإعلام والاتصال في الوقت الراهن وكذا الخلفيات النظرية التي تتحكم في دراسة إشكالياتها المختلفة, بعدها تعرضنا لمناهج علوم الإعلام وتحديدا المنهج الكمي والكيفي واستخدامات كل منهما, كما بيَّنا الفراغات الموجودة في البحث الكمي والانتقادات التي تعرض إليه وأسباب تجاهل البحوث الكيفية في حقل الإعلام. ثم انتقلنا إلى الشق الثاني من هذه الورقة البحثية وهو المقاربة السيميائية الرسالة الإعلامية حددنا فيه مفهوم السمياء ومدلولها, بعد ذلك تطرقنا للمقاربة السيميائية للرسالة الإعلامية وكيف أن السيمياء بذلت مجهودات حتى تلتحق بحقل الإعلام , ثم أبرزنا أهمية المقاربة السميائية للرسالة الإعلامية والآفاق المعرفية التي تفتحها أمام القراءة العلمية والجادة للمضامين الإعلامية ولعلوم الإعلام عموما. أخيرا بيّنا كيف يمكن للمقاربة السيميائية من خلال أدواتها أن تفكك القيم الكامنة في الرسالة الإعلامية متخذين الإشهار كأنموذج.

كيفية الاقتباس
عكوباشه. (1). المقاربة السيميائية للرسالة الإعلامية واستكشاف القيمة. مجلة العلوم الاجتماعية, 8(1Special), 37-50. استرجع في من http://journals.lagh-univ.dz/index.php/ssj/article/view/3019
القسم
Articles