أثر الإعلان التلفزيوني على قيم وسلوكيات الشباب الجزائري. دراسة ميدانية في ضوء نظرية الحتمية القيمية
الملخص
المتتبع لتطور المشهد الفضائي العربي في السنوات الأخيرة، يلاحظ بأنَّ حصة الإعلانات التي تبث في العديد من القنوات الفضائية العربية، تكاد تساوي المدة الزمنية المخصصة لبعض البرامج التلفزيونية، مما يجعل المشاهد مكرهاً على متابعتها، والتي قد تحمل في أغلبها إيحاءات تتنافى مع قيمنا وعاداتنا وأعرافنا، والمعايير السائدة داخل مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، من خلال عرض مفاتن المرأة بشكل يثير الانفعالات والشهوات، ويحرك الغرائز الجنسية لدى الجمهور. وهذا ما أكدته العديد من الدراسات العربية التي ترى بأنَّ "الإعلان في القنوات الفضائية العربية والأجنبية يخاطب الغرائز الجنسية، من خلال الرقص والغناء والحركات التي تقدم بها الموديلات داخل الومضات الإعلانية، وما يحققه المنتج من انتعاش وقتي، وسعادة لحظية بمجرد تناول بعض السلع الاستهلاكية مثل المشروبات الغازية، وهو بذلك لم يركز على المنتج أو قيمته وفائدته وإنما أعطى صورة أبعد ما تكون عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، من الإختلاط بين الجنسين بصورة مستفزة، لم يرض عنها الكثير من أفراد المجتمع العربي والإسلامي"(1). يحدث هذا في ظل غياب المراقبة من قبل السلطات المعنية، أو في ظل سيطرة أصحاب المال والأعمال على مختلف وسائل الإعلام والأسواق التجارية، حيث لا يهمهم سوى الحصول على أرباح كبيرة، من خلال الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين للومضات الإعلانية المقدمة في القنوات الفضائية. أما مراعاة القيم والعادات والتقاليد السائدة داخل المجتمعات العربية والإسلامية بالنسبة لهم فهي تصنف في آخر الاهتمامات أو غير موجودة اطلاقاً، ما دام الهدف الأسمى هو تحقيق الربح والكسب الكثير، وتحقيق حجم أكبر من المبيعات، حتى ولو كان على حساب منظومتنا القيمية
الحقوق الفكرية (c) 2014 مجلة العلوم الاجتماعية
هذا العمل مرخص حسب الرخصة Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.