انتشار الأمراض الوبائية بين الخصوصية المحلية و الثقافة الصحية في البيئة الصحراوية دراسة ميدانية بولاية الأغواط

الملخص

إن البيئة هي الوسط الذي يعيش فيه الإنسان ويمارس فيه نشاطه ويحصل منها على مقومات حياته، من غذاء وصحّة ومأوى ومختلف الحاجات.

وعلى هذا الأساس جاء هذا البحث للوقوف على أهمية الثقافة الصحية للحد من انتشار الأمراض الوبائية في البيئة الصحراوية ، هذه الأخيرة ليست مجرد عناصر مادية أو طبيعية معزولة فقط، وإنما هي مجموعة الموارد المادية والاجتماعية والثقافية المتاحة التي يسعى الإنسان من خلالها إشباع حاجاته البيولوجية و يكوّن نمط العلاقات في تفاعله مع غيره , وكذلك كل ما يمكّنه من العيش والبقاء والتطور وتأمين المستقبل له ولخلفه.

فالصحة والمرض هي أحد الزوايا التي يدرس من خلالها تفاعل الإنسان مع بيئته ، حيث يرتبط نشاطه فيها كثيرا بهذه العوامل، فهما بمثابة مقاييس لدرجة الفعالية التي تستطيع عن طريقها المجتمع أن يتكيف مع بيئاتها في إطار وجود العناصر المتاحة ، البيولوجية منها أو المادية أو الثقافية .

وكانت البيئة الصحراوية من البيئات المعروفة بصعوبة مناخها و قسوة طبيعتها وحاول سكانها من البدو استثمار ما توفر لديهم من عناصر طبيعية وحيّة  في الحصول على وصفات وقائية وعلاجية للأمراض التي تصادفهم، بصورة تمثل أحد مظاهر التكيف المتميز بين الإنسان والبيئة المحيطة  به .

وعليه كان اختيارنا لهذه الدراسة لنقف على الأمراض الوبائية (الحمى المالطية و اللشمانيوز)  المنتشرة في المناطق التي تعرف انتشارا واسعا في ولاية الأغواط والإصابات التي تعكس مقومات هذه البيئة بكل أنواعها لقاطنيها من البدو، وكيفية استغلالهم لعناصرها في الوقاية و اكتشاف العلاج من خلال ما يسمى بالثقافة الصحية  .