نحو فهم جدلية العلاقة (فاعل-بنية) - دراسة نظرية سوسيولوجية

الملخص

لكل عالم اجتماع نظرة مختلفة إلى (الفرد-المجتمع) أو (الفاعل-البنية), وهذا باختلاف المرجعيات والمشارب الفلسفية، المنهجية والنظرية، حيث تولي النظريات الاجتماعية التي تعتمد على التحليل الكلي أهمية كبيرة للمجتمع في تفسير العلاقات الاجتماعية وتعتبر أن المجتمع هو من يصنع الفرد، بالمقابل تعطي نظريات مدخل التحليل الجزئي  للفاعل الأولية في هذه العلاقة وتعتبر أن له دورا كبيرا في بناء المجتمع، بين  هذا و ذاك ظهر اتجاه ثالث يعتمد نظرة توافقية في تحليله لهذه العلاقة، وفي هذا الصدد برزت نظرية العالم الاجتماعي على يد بيير بورديو، نظرية الانسان المتعدد الأبعاد لبيرنار لايير وأخيرا نظرية  التشكيل البنائي لأنتوني غيذنز، التي تحاول تقديم تفسير وفهم لعلاقة الفاعل بالبنية.

وعليه يسعى هذا البحث إلى عرض أهم المرتكزات النظرية لهذه الأطروحات، وذلك بطرح التساؤل:

- ما هي المفاهيم الأساسية لكل أطروحة؟               

- كيف يحلل كل من هؤلاء السوسيولوجيين العلاقة: فاعل- بنية؟

وقد انتهت الباحثة إلى أن لايير يعتبر الفاعل ذا أبعاد متعددة يحمل معه المجتمع بداخله، بخلاف أستاذه بورديو الذي يعتبره ذو بعد واحد من حيث تجانس الاستعدادات التي تحرك الممارسة، فيما يقول غيدنز أن الممارسات المنتظمة عبر الزمان والمكان تتضمن العلاقة الجدلية بين الفاعل والبنية.