العولمة وإعادة بناء مفهوم الدولة في العالم العربي
الملخص
يبحث العرب، منذ نهضتهم ( القرن التاسع عشر) عن دور حضاري وثقافي كذلك الذي كان لهم، ذات يوم من أيام مجدهم، والذي ضاع منهم، بل نتيجة لعوامل كثيرة ومتعددة ﺇن مثل هذا الأمل لا يجد مشروعيته في مثل ذلك الماضي العربي المجيد فحسب، بل ﺇنه يجدها كذلك، في الحاضر العربي المتردي، ترديا لا يزيده تسارع حقب التاريخ اليوم، ﺇلا حدة وتعقدا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية( ).وأمام مثل هذا الواقع، المتمثل في العولمة والتي تعبر عن رغبة الشمال في السيطرة على الجنوب والغرب على الشرق، وتعتبر أيضا أحد أشكال الهيمنة السياسية بعد انهيار أحد المعسكرين وانفراد المعسكر الآخر بالسيطرة على العالم، وبالتالي فهي تتطلب الدولة الرخوة، وليست الدولة القوية الوطنية المستقلة،( ) فمثلا ﺇسرائيل تعتبر جزء من النظام الاقتصادي الغربي ﺇلا أنها تتمسك بإرادتها المستقلة، تستفيد من العولمة دون أن تكون ضحيتها( ).