الخطاب الديني والمؤسسة الدينية في الجزائر
الملخص
تعاقبت على الجزائر قبل الفتوحات الإسلامية عديد الدول، من فينقيين ورومان ووندال وبيزنطيين، إلاّ أنها لم تستطع أبداً التأثير في سكانها أو إخضاعهم لسطوتها عكس الفتح الإسلامي، حيث اقتنعوا بمعانيه وما يدعوا إليه، ومنذ ذلك الوقت عرفت الجزائر بأنها دار الهجرة ومستقر الإيمان، وتشكل موروثها الثقافي والديني على أسس إسلامية صحيحة، إستطاعت بفضلها الصمود أمام كل محاولات التدنيس التي استهدفتها، فكان المجتمع الجزائري يعود إليها في كل مرة يتم فيها تحطيم أبنيته الاجتماعية لمواجهة الأوضاع الجديدة، منطلقا في الغالب من مؤسسة المسجد، التي حظيت فيما بعد باهتمام تخاص من جميع الأطراف المشكلة للخطاب الديني في الجزائر من أجل كسب الشرعية والتأييد الشعبي لخطاباتهم، فاكتسب المسجد بذلك بعداً إيديولوجيا يضاف إلى بعده التعبُّدي التعليمي والاجتماعي التوجيهي.