الانتكاسَة الروحيّة للحضارة الغربيَّة، قراءة في أزمة العالم عند روني غينون

الملخص

تروم هذه الورَقَة البحثيَّة إلى مُحاولة تبيان تـمظهُرات القُصُور الرُّوحي الذي سيطر على واقع الحضارَة الغربيَّة من حيث هي أنمُوذج للتَّقدّم والتَّطور في العالم الحديث، عند المستشرق الفرنسي المسلم روني غينون، وقد تعدّدت الدّراسات وتبايَنت حول تشخيص الأزمَة التي يقع فيها الغرب. ونحن كذلك نحاول، على مدار هذه الدّراسَة، أن نوضح مَعَالِـم الانحراف الروحي كجانب من جوَانب الأزمات العديدَة التي تفشَّت داخل نسق الحداثَة، أو الحضَارَة الغربيَّة المعاصرة بمفهُومها الواسع، فليس ثمَّة خلاف أنَّ حضارة الغرب سُجِنت، وسَجَنت أهلها ضمن أضلُع الماديَّة القاتلَة، وأوثان الشَّخصانيَّة الوهميَّة، وآفاق الفردانيَّة المغرورَة. وهي بهذا تفصل نفسها عن الإشادَة بأصالَة الشَّرائع الإلهيَّة، والمبادئ العرفانيَّة التي ساهمت -بهذا القدر أو ذاك- في قيام الحضارَات. لهذا، ظهرَت الحدَاثَة شاذَّة مَبتُورَة من كلِّ تَرَقٍّ روحي وبمعزلٍ عن كلِّ وحي ربَّاني. و، من ثَمَّ، فلا أمل في توازُن حضارة الغرب من الخواء الروحي، إلاَّ بالاقتراب من التعاليم العرفانيَّة التي لا تزال حيَّة -بهذا القدر أو ذاك- في الشَّرق.

كلمات مفتاحية: روني غينون، الحضارة الغربية، التَّقدّم، الماديَّة، الشُّذوذ الروحي.