دور التسيير الاستراتيجي للموارد البشرية في تحقيق أهداف المنظمة

الملخص

يعتبر المورد البشري من أهم الموارد الإستراتيجية والتي تعد الأكثر أهمية بالنسبة للمؤسسة، نظرا لكونه يحدّد فرص المؤسسة في البقاء والنجاح والتقدم، كما أنه يحدّد قدرة المؤسسة على المنافسة وعلى التفوق على مثيلاتها من المؤسسات في السوق. كما أن إدارة وتسيير الموارد البشرية أصبحت تمثل مسؤولية مهمة هذا لأن تحقيق المؤسسة لأهدافها وعلى رأسها رفع الإنتاجية وتحسين أدائها مرتبط بشكل كبير برفع إنتاجية وتحسين أداء الأفراد العاملين بها، ولبلوغ هذه الغاية يتطلب من إدارة المؤسسة العمل على تنمية قدرات ومهارات ومواهب الأفراد وكذا خلق المناخ والجو الملائمين للإبداع البشري، هذا ما يستدعي القيام بالتغيير في خصائصهم، قدراتهم مهاراتهم ثقافاتهم، وتدعيم هذه العملية بتوفير مجموعة من العوامل أهمها: الحوافز المناسبة، السياسات الإدارية الجيدة، القيادة الإدارية الفعّالة، العلاقات السليمة والاتصال في الاتجاهين. وفي إطار محيط خارجي ديناميكي متغير بسرعة أصبح خلق وتطوير إدارة الموارد البشرية والاهتمام بالأفراد العاملين بالمؤسسة أمرا ضروريا ومحتما من أجل تحقيق أهداف المؤسسة الاقتصادية.

لقد أدرك المسئولون أن الأفراد أو الموارد البشرية بالمؤسسات هم أكثر الأصول أهمية وفاعلية في النشاط الإنتاجي، وفي هذا الصدد يشير الكثير من الخبراء أن دراسة الإنتاجية ومحاولة تحسينها هي دراسة لجودة الموارد البشرية "رأس المال البشري" الذي تتمتع به دولة دون أخرى، ومؤسسة عن مؤسسة أخرى، ويدلّون على ذلك بالفرق الشاسع في مستويات الإنتاجية بين دولتين على الرغم من كونهما تستخدمان نفس المستوى من التقنية ونفس الآلات والمعدّات والمواد الخام، فقد أكدّت الدراسات التي أجريت بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا أنه رغم تشابه التجهيزات بين المصانع الأمريكية والأوربية إلا أن الثانية لا يزيد إنتاجها عن ثلثي الأولى وفسّر ذلك بضعف القدرة الإدارية وقلة الخبرة التنظيمية في المصانع الأوروبية مقارنة بالأمريكية، ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع سنتعرض لإبراز دور وأهمية إدارة الموارد البشرية بالنسبة للمؤسسات في الوقت الحالي وذلك من خلال طرح الأسئلة التالية:

- ما هو دور التسيير الاستراتيجي للموارد البشرية في تحقيق أهداف المنظمات؟

- ما أهمية الموارد البشرية في تحقيق الميزة التنافسية للمنظمات؟