عرض الهوية في الحياة الافتراضية دراسة سوسيولوجية لتقنيات عرض الذات عبر مواقع التواصل الاجتماعي -الفيسبوك أنموذجا-

الملخص

يشبه عالم الاجتماع إرفينغ غوفمان في معرض أطروحته "عرض الذات في الحياة اليومية" التفاعل الاجتماعي بالمسرح الذي كان ميزة لذلك العصر، والأفراد في الحياة اليومية يتوزعون بين مؤدين على ذلك المسرح يسعون بشكل واعٍ أوغير واعٍ لخلق انطباعات مرغوب فيها، وبين جمهور من المراقبين يساهمون في إدارة الانطباع، وهنا يعتبر التفاعل بالنسبة له "نوعا من التنظيم الاجتماعي" المؤدي إلى التواصل. وفي إطار الثورات التقانية الراهنة، وجدت العديد من الأطروحات والمقاربات النظرية المفسرة لظواهر التواصل والتفاعل الاجتماعي الفعلي قابلية للإسقاط وبناء نماذج تحليلية وتفسيرية لظاهرة التواصل الرقمي في الحياة الشبكية أين أنتجت التكنولوجيا وتطورها باعتبارها ميزة لهذا العصر الكثير من المفاهيم والممارسات، حيث استحدثت فضاءً افتراضيًا، علاقات افتراضية وكذا هويات افتراضية، وذلك في إطار ما سماه مانويل كاستلز بالمجتمع الشبكي. فإذا كانت أطروحة غوفمان ترتكز على محاولة فهم انتقال المفاهيم من المسرح إلى الحياة اليومية، فإن الدراسة الحالية جاءت لتسليط الضوء في كيفية انتقال مفاهيم النظرية الدرامية من الحياة اليومية إلى الحياة الافتراضية - بالتحديد مواقع التواصل الاجتماعي ، أين يعرض الأفراد هوياتهم الذاتية عبر صفحاتهم الشخصية على موقع فيسبوك، فيصبح هذا الأخير مسرحا افتراضيا لعرض الذات عبر ما يتيحه موقع فيسبوك من إعدادات لمحاكاة خصائص الذات الفعلية.