المَدْرَسَةُ الصُّوفِيَّةُ فِي الجَزَاِئرِ، نَشْأَتُهَا، أَعْلَامُهَا، وَدَوْرُهَا فِي بِنَاءِ المُجْتَمَعِ

الملخص

عندما نتصفح تاريخ الجزائر، نجد أن هذا البلد- ومنذ دخول أهله إلى الإسلام-قد تغير جذريا عما كان عليه من قبل، حتى وصل في فترة من الفترات التاريخية إلى درجة السيطرة على البحر الأبيض المتوسط برمّته، بأسطول بحري حربي مهيب، وكان ذلك في العهد العثماني حين بلغ المذهب الصوفي أوجه، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مدى تأثير التصوف على عقل الفرد الواحد في المجتمع الجزائري، حتى استطاع أن يؤسس دولة بتلك القوة والمهابة ؟، لابد وأن يكون للتصوف تأثيره على الذهنية الجزائرية، وإلا لما استطاع أن ينشئ دولة بتلك القوة، وقد كانت قبل ذلك عرضة للهجمات الإسبانية الغاشمة.

إنّ هذه القراءة التي بين أيدينا، تهدف بالأساس إلى معرفة أهم ما قامت المدرسة الصوفية الجزائرية، في بناء مجتمع حضاري أصيل، قادر على التكيف مع جميع التحولات التي قد يمر بها العالم الإسلامي، وكافة أشكال الصراع، الفكري، والعقدي، والعسكري، ... وغيرها، وذلك من خلال تقديم ثلاثة مباحث، نتناول فيها على التوالي المواضيع التالية :1- مفهوم المدرسة الصوفية وتاريخ دخولها إلى الجزائر .  2-أهم أعلام التصوف في الجزائر . 3- تأثير المدرسة الصوفية على المجتمع.