مــــــوت اللـــــــــــــــــــــــغات قراءة سوسيولسانية في ظاهرة موت اللغات وانقراضها

الملخص

إذا كانت حياة الكلمات في استعمالها وكثرة دورانها على الألسن وتداولها كالعملات بين الناس، فإن الأمر ذاته ينسحب على اللغات التي ستكتسب مصداقية أكبر كلما زاد عدد الناطقين بها، وكلما اتسعت رقعة ومجالات استعمالها، ففي ظل الصراع القائم بين الدول في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فإن آثار هاته الصراعات سينعكس مداها لا محالة على الجوانب الاجتماعية للدول والمجتمعات ومن ثم على اللغات التي تعد ظواهر ومؤسسات اجتماعية بامتياز، والتي إما أن تجد لها سوقا رائجا ومساحة من التداول والاستعمال يوما بعد يوم، وإما أن تفضي نواميس الصراع لتقلص مساحات استعمالها ونسب دورانها بين الألسن لتتلاشى تدريجيا مما يفضي في نهاية الأمر إلى موتها واندثارها.  

ومنه فإن موت اللغات حقيقة لا مراء فيها، واللغات في هذا من شاكلة الكائنات الحية ينتابها ما ينتابها من احتكاك أو تزاوج أو صدام وصراع من أجل النفوذ والسيطرة والبقاء والحياة أو الموت أو الاندثار، فالصراع اللغوي إذن سنة اجتماعية كونية تكون نتائجه على اللغات واضحة جلية.

وعليه سنهدف في هاته المداخلة لدراسة ظاهرة موت اللغات وانقراضها، فما حقيقة هاته الظاهرة اللغوية الاجتماعية؟ وما طبيعتها؟ وما هي الأسباب الرئيسة المفضية إليها؟ وما الآليات الواجب اعتمادها للحفاظ على اللغات من الموت والاندثار؟