دور ومكانة الدين في ظل التغير الاجتماعي

الملخص

نسعى من خلال هذه الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على دور ومكانة الدين في حياة الفرد والمجتمع وهذا في ظل موجة التغير الاجتماعي التي شهدها العالم برمته وقد تجسدت مظاهرها في الحداثة، العولمة، الغزو الثقافي كما أنها تجاوزت كل الحدود والخصوصيات بما فيها المعتقدات الدينية، فهذه الأخيرة من أبرز الخصوصيات التي تميز بين الشعوب والمجتمعات ورغم ذلك لم تسلم من تأثير تلك الظاهرة، ومرد ذلك هو أن الإنسان بطبيعته ميال إلى التغير مثلما هو ميال إلى التدين. إضافة إلى وجود علاقة تفاعلية بين الدين والتغير الاجتماعي.        

                    ومما لا شك فيه هو أن الدين هو نزعة طبيعية فطرية في الإنسان، وقد وجد منذ الأزل، فالإنسان منذ البداية شعر بالنقص وبالحاجة إلى إله يعبده ويلجأ إليه وقت الأزمات، وقد وجد ضالته في القوى العليا وما وراء الطبيعة ومع الوقت عرف ديانات مختلفة حتى وصل إلى دين التوحيد مع الإسلام الذي كان آخر دين عرفه الإنسان في حياته. وإذا كان الدين يمثل أحد الجوانب المهمة في حياة الفرد والمجتمع ويتفاعل مع جميع الأنظمة والأنساق الاجتماعية، فإنه بطبيعة الحال سوف يتأثر بما يطرأ على تلك الأنساق من تغيرات، فالدين ليس في منأى عن التحولات الاجتماعية ومستجدات العصر خاصة وأن هذا التحول أو التغير الاجتماعي هو أمر طبيعي وضروري في الحياة الاجتماعية.