الصلات الحضارية بين صقلية النورمانية وبلاد المغرب الإسلامي خلال القرنين 5 ـ 6هـ / 11 ـ 12م

الملخص

نسعى من خلال هذه الورقة البحثية معالجة موضوع التواصل الحضاري بين صقلية و بلاد المغرب في الفترة الممتدة من 5 ـ 6هـ / 11 ـ 12م، زمن احتلال النورمان صقلية، وما ترتب عن ذلك من روابط الاتصال الثقافي و الحضاري، عكس أحد جوانب التفاعل الإيجابي بين الشعبين، إلى جانب الوحدة الجغرافية، ساهم الاضطراب السياسي الذي عرفته صقلية في انتقال العلماء مما عزز التواصل ومد جسور التعاون بين الطرفين، وما عرف به النورمان من الاستفادة من ثقافة الآخر في تقوية هذا التواصل، كما تم إبراز مظاهر التأثر في المجال الثقافي شمل ميادين العلوم المختلفة، فكان لنشاط رحلات العلماء والأدباء أثر في تفعيلها، وفي المجال الحضاري تمثل في تأثر النورمان بنظم الحكم الإدارة الإسلامية والمحاكاة العمرانية،متخطين بذلك الرؤْية السّائدة التي صورت النورمان ( الفايكنج ) مجرد قراصنة بحريين، تقوم حياتهم على غارات النهب والسلب والبحث عن الغنيمة، وإغفال العوامل التي صقَلت قدُراتهم وقيمهم المعقدة وإسهاماتهم ولاسيما في هذا المجال الحضاري، مفندين أيضاً الطرح القائل بتراجع الحالة الثقافية وانقطاع الوصل الثقافي بين صقلية وبلاد المغرب، بعد زوال السيادة الإسلامية في صقلية، واضطراب الوضع السياسي ببلاد المغرب بقدوم العرب الهلالية، وتوالي غارات  النورمان وهجماتهم على مدن وسواحل بلاد المغرب.